مع غياب الحكمة و البصيرة و العقل حدث , نصفه بالمؤسف, يمر ببلدنا الحبيب ,هذه الأيام أيام فتنة تعصف بنا و تمتحن صدق معتقداتنا و إيماننا وصبرنا أمام الأجواء المشحونة و المغرية بشهوة التدمير و التخريب , أرجو أن تهز كلماتي العقول و القلوب و تستفيق بها بصيرتنا و يتجلى الران الذي يغلف قلوينا .
قليلا ما يستمع الى الصوت الصادق في مثل هذه الظروف التي عشنا ما يشبهها في 5 أكتوبر 1988, حينها لم نكن نشعر بخطورة التعاطف و التبرير للتخريب و الفوضى و نستمع باستمتاع لدعاوى العنف و المواجهة بل و نسفه كل داع للتعقل و التصرف بحكمة و نواجهه بعنف لم نطل به الأعداء أحيانا , حينها اتجهنا كما اتجهت البوصلة التي لم نحسن استعمالها فتحركنا نحو الرضى و القبول بالعنف و أدرنا ظهورنا للقبلة التي اختارها لنا الله بكثير من العجلة و الجهالة ولا شيء من الحكمة و النظر.
لم نعرف أننا سلكنا الوجهة الخطأ إلا بعد أن وصلنا بسيرنا حيث لا يمكننا الرجوع بعد أحداث 1991 و عشرية القتل و الذبح و القنابل و الإعتداء و بعد أن صنعنا " abattoir " كبير بعبقرية غابت عنا في الصناعات الأخرى , احتكر الذباحون الداعين التغيير البلد و بعد زدمة تغيير مناصري أبريكا لتدمبر العاصمة, كان الثمن باهضا لا زال يبكينا لحد الآن , لم نستطع تخطيه الا بعد أن استمعنا الى الصوت العاقل الذي سفهناه يوما و رجحناه و أسمعناه و صرخنا به لنصفع المتمتعين و المتلذذين بدمائنا و معاناتنا و نحقرهم و نخيبهم . لنسوء وجوههم و نتبر ما علو و شيدو من كره و حقد و جهل و قتل تتبيرا و تدميرا.
و لكنهم عادوا و غيضهم من إستقرارنا و تماثل جرحنا للشفاء ليستغلوا ظروفنا الإجتماعية و يشعلوا نار الفتنة و العودة الى زمن لا نريد حتى تذكره.
علينا أن نعي اليوم أن ما يحدث يجب رفضه و ان نكمم الأفواه اللعينة الدعية إلى الخراب و الدمار و ان كانت تخرج من أفواه ألفنا أن نستمع لها و لكن الفتنة أخذت بعقولها.
البعض يفكر الى أن التكلم بخطاب يوافق الشارع مجد لينال رضاه و أصواته الإنتخابية لأنه يتخندق معه في تدمير البلد مع أن دورنا الذي يشهد علينا أمام الله يكمن في ترشيد الشعب و في قول الحق و إن تضاد مع مصلحتنا الشخصية,
لقد ظهرت أصوات طائشة لا تعي ما تتحدث عنه تدعي أنها تبحث الخير لهذا الشعب تدعوه لمواصلة النضال لأن ما قمتم به بدأ يحقق بعض الثمار و سيجلب الرخاء و رغد العيش و المستقبل الزاهر و البركة في هذا الوطن,
لا يغرننا تصريح أبله , الثمار ظاهرة في الخراب و الدمار و استحلال النفوس و الأعراض و الأملاك , و نضال السرقة و الإعتداء لن يقوم عليه عدل و ازدهار و افواه كهذه ليس لها منبر عندنا .
ان موقفنا اليوم فيصل أمام العود ة الى الأحداث الدامية و استمرار التخلف و اعادة الأخطاء , موقفنا يجب أن يميل باتباع الحق و الوعي و النظر الى المصلحة , الوقوف في وجه المتسببين في اشعال نار الفتنة و المستغلين لها و الأغبياء ممن تبوؤوا المنابر ليستمر هلاك الحرث و النسل و الفساد في أرض الجهاد المباركة راية نرفعها و نعمل تحت لوائها لأننا لسنا شباب حاقد جاهل صمت دهرا لينطق كفرا , انما الشباب الواعي المحب لدينه ووطنه الذي يعمل على مدار العام ليبني و يغير متحديا الصعاب و المشاكل متأسيا بسبيل الأنبياء و المرسلين في التغيير و نحن على هذا نذرنا حياتنا " سعة الدنيا و الآخرة"
اخوتي في هبتكم الى مواجهة المفسدين و المرجفين و دعاة السوء و البله نصرة للفلاح في التغيير و تطبيب لمن يعانون الآن من جراء الأزمة في المستشفيات و عزاء لمن خسر الوظيفة جراء حرق و نهب المؤسسات وتآزر مع من فقد ممتلكاته التي أفني حياته ليعيل بها أهله و التفاف حول المغلوب على أمره الذي انتهك عرض زوجته و أخته و تطمين لمن أصبح يخاف السفر من الجزائر الى البليدة ليزور أمه و زرع للثقة في العلماء و الأخيار لكي لا يتركو البلد مهاجرين لأوروبا و أمريكا ينفعونها.
في الأمة خير و عملنا بدأ منذ أكثر من سنة لبعث الأمل و إصلاح البلاد و من أراد الخير للبلاد و العباد و أن يرضي الله و يبع رسوله فهذا هو المنهج و شمس هي أحد الأبواب المفتوحة فلا يشتتنا عليل نفس و يسفهنا ناقص ادراك و لا يبدلنا صاحب مصالح ,
اخوتي هذا خياركم طريقة الشيطان أم طريق الأنياء ’ و لنعلم إننا الغالبون بصدقنا و اتباعنا للحق و ان كره الكارهون من صديق قبل غيره , ألا ان حزب الشيطان هم الخاسرون ,
ألا إن حزب الله هم الفائزون